السلام عليكم ورحمةالله وبركاته.. اخواني وأخواتي المستشارين أنا لدي طفلان الكبير بعد ثلاث أشهر سوف يبلغ الست سنوات والاصغر اصغر بسنه وأحترت هل أدخل الاكبر المدرسه أم اصبر حتى يبلغ الاصغر ست سنوات وأدخلمها معا.
لكن البعض قال أن هذا ظلم للاكبر وضياع سنه من عمره بدون تعليم ولدي نظره أني اذا أدخلتمها معا فهو دافع لهم للمذاكره معا! وأتمنى منكم يا أهل الاختصاص أن تفيدوني وتدلوني على الطريق. ولكم جزيل الشكر والعرفان
السلام عليكم..
لا أنصحك بذلك للأسباب التالية:
1- المبرر الرئيس الذي اعتمدت عليه في قرارك (أن يذاكرا مع بعض) قد لا يتحقق في الواقع العملي خاصة مع تقدمهم في السنوات الدراسية والواقع انك ربما قست هذا المنطق على البنات المتقاربات في السن حيث يلاحظ أنهما تصبحان صديقتان بينما الأولاد الذكور لا ينطبق هذا الأمر عليهم فإنهم يميلون الى التنافسية بخلاف البنات اللاتي يملن إلى التكاملية في علاقات العمل والدراسة.
2- يؤسفني أن كثيرا من معلمينا تنقصهم الحكمة والفقه التربوي الصحيح للتعامل مع الأطفال فيطلقون تعبيرات غير تربوية في كثير من الأحيان وبإدخالك الكبير مع الصغير في صف واحد فقد يلجأ بعض المعلمين من النوع غير التربوي (وما أكثرهم اليوم) إلى أسلوب المقارنة بين الأخوين خاصة إذا تفوق الصغير على الكبير في بعض المواد فيهدف المعلم إلى تشجيع الأكبر بقوله له أنظر إلى أخيك الأصغر منك تفوق عليك!!
3- إن دخول الكبير قبل أخيه لا يعني أنه ترك فراغا مؤثرا على الصغير بمغادرته المنزل الى المدرسة كما قد تتصورين فإن الصغير يمكن أن يدخل التمهيدي كتعويض.
4- إذا سبق أحد الولدين أخاه فإنه يكون بمثابة الموجه له ويقدم له النصيحة والمشورة خاصة في المراحل المتقدمة في الثانوية والجامعة فهناك تجارب سيخوضها الكبير وينصح الصغير حولها بما يفيده كثيرا مثل اختبار قدرات وعمليات تسجيل المواد في الجامعة والحياة الجامعية والعلاقة مع الدكتور الجامعي في الكلية وكذلك بيئة العمل والحصول علبه بعد التخرج..
وعلى العموم هناك فوائد كثيرة مهمة تفوق فائدة إنهما يكونان معا.
هناك مبرر واحد فقط قد يشجع على تأخير الكبير وهو ان تكون قدراته الذكائية أو الاجتماعية (التوافق مع الأطفال) أقل من أخيه بشكل كبير فيمكن أن تؤخري دخوله لتجاوز عقبات هذه المشكلات ويظل القرار هنا أيضا ليس على إطلاقه وإنما بحاجة إلى بحث مفصل عن خصائص كل منهما السلوكية وقدراتهم الذهنية.
وفقك الله.
الكاتب: أ. محمد بن إبراهيم الملحم
المصدر: موقع المستشار